أصل مذ ومنذ واحد أنك لو سميت بمذ لقلت في تصغيره منيذ وفي تكسيره أمناذ فتعود النون المحذوفة لأن التصغير والتكسير يردان الأشياء إلى أصولها كما تقول في تصغير منذ وتكسيره إذا سميت به .
وأما الفراء فاحتج بأن قال إنما قلت إن الاسم يرتفع بعدهما بتقدير مبتدإ محذوف وذلك لأن مذ ومنذ مركبتان من من وذو التي بمعنى الذي وهي لغة مشهورة قال قوال الطائي .
( قولا لهذا المرء ذو جاء ساعيا ... هلم فإن المشرفي الفرائض ) .
أراد الذي جاء وقال فيها أيضا .
( أطنك دون المال ذو جئت تبتغي ... ستلقاك بيض للنفوس قوابض )