لأن الصفة مع الموصوف بمنزلة المضاف مع المضاف إليه فإذا جاز أن تلقي علامة الندبة على المضاف إليه فكذلك يجوز أن تلقى على الصفة .
والذي يدل على ذلك ما روى عن بعض العرب أنه ضاع منه جمجمتان أي قدحان فقال واجمجمتى الشاميتيناه وألقى علامة الندبة على الصفة فدل على ما قلناه .
وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا إنما قلنا إنه لايجوز أن تلقى علامة الندبة على الصفة لأن علامة الندبة إنما تلقى على ما يلحقه تنبيه النداء لمد الصوت وليس ذلك موجودا في الصفة لأنها لا يلزم ذكرها مع الموصوف فوجب أن لا يجوز وسنبين هذا في الجواب إن شاء الله تعالى .
أما الجواب عن كلمات الكوفيين أما قولهم إنا أجمعنا على أنه يجوز أن تلقى علامة الندبة على المضاف إليه فكذلك على الصفة لأن الصفة مع الموصوف بمنزلة المضاف مع المضاف إليه قلنا لا نسلم فإن المضاف لا يتم بدون ذكر المضاف إليه بخلاف الموصوف مع الصفة فإن الموصوف يتم بدون ذكر الصفة .
ألا ترى أنك لو قلت عبد في قولك عبد زيد أو غلام في قولك غلام عمرو لم يتم إلا بذكر المضاف إليه ولو قلت زيد في قولك هذا زيد الظريف يتم الموصوف بدون ذكر الصفة وكنت في ذكرها مخيرا إن شئت ذكرتها وإن شئت لم تذكرها فبان الفرق بينهما .
وأما ما روى عن بعض العرب من قوله وأجمجمتي الشاميتيناه فيحتمل أن يكون إلحاق علامة الندبة من قياس يونس وعلى كل حال فهو من الشاذ الذي لا يعبأ به ولا يقاس عليه كقولهم وامن حفر بئر زمزماه وما أشبه ذلك والله أعلم