يزدادُ حسناً لسكونِ ما قبلَهُ فإنْ كانَ قبلَهُ ساكنٌ لَيْسَ بحرفِ مَدٍّ لَم يجزِ الإِدغامُ وذلكَ قولُكَ : ابنُ نُوحٍ واسمُ مُوسى لا تُدغِم ولكنَّكَ إنْ شئتَ أَخفيتَ وتكونُ بزنةِ المتحركِ ولا يجوزُ إذَا كانَ قبلَ الحرفِ الأَولِ حرفٌ ساكنٌ أَنْ يُدغمَ .
ويُحركُ ما قبلَهُ لإلتقاءِ الساكنينِ فأَمَّا قولُ بعضِهم : ( نِعِمَّا ) مُحَرَّكَ العينِ فَلَيْسَ علَى لُغةِ مَنْ قالَ ( نِعْمَ ) فأَسكنَ ولكنْ علَى لُغةِ مَنْ قالَ : ( نِعِمَ ) فحرّكَ العينَ هَذَا قولُ سيبويه .
قال : وحدّثَنا أَبو الخطابِ : أَنَّها لغةُ هُذيَلٍ وكسروا كمَا كسروا ( لِعِبٌ ) وأَمَّا قولهُ ( فلا تتناجوا ) فإنْ شَئْتَ أَسكنتَ وأَدغمتَ لأَنَّ قبلَهُ حرفُ مَدٍّ وهوَ الألفُ وأَمَّا ( ثَوبُ بَكْرٍ ) فالبيانُ هَا هُنَا أَحسنُ منهُ في الأَلفِ لأَنَّ الواوَ في ( ثَوْبٍ ) لا تشبهُ الأَلفَ لأَنَّ حركةَ ما قبلَها لَيْسَ مِنها وكذلكَ ( جَيْبُ بَكْرٍ ) والإِدغامُ في هَذا جَائزٌ وإنْ لِم يكونا بمنزلةِ الأَلِفِ وإنَّما يكونانِ بمنزلةِ الأَلفِ إذَا كانَ قبلَ الواوِ ضَمَّةٌ قبلَ الياءِ كسَرةٌ فالإِدغامُ في ( ثَوْبِ بَكْرٍ ) في المنفصلِ مثلُ ( أُصَيْمٌ ) في المتصل وإنَّما فُعِلَ ذَلكَ بياءِ التصغيرِ لأَنَّها لا تحركُ وأَنَّها نظيرُ الألفِ في ( مَفَاعِلَ ومَفَاعيلَ )