فيبدلُ مِنَ الهمزةِ الوسطى ياءً لئلا تجتمعَ همزتانِ ويدعُ باقي الهمزِ علَى حالهِ فإِذَا قلتَ : هُوَ يَفعلُ قلتَ : هُوَ يَقْرَئْيِ يا فتى مثلُ : يَقْرَعِيْنَ فَلم يغيرْهُ ولَمْ يُلقِ حركة الياءِ علَى الهمزةِ لأَنَّ هذَا ليس موضعَ تغييرٍ وقَد فَارقَ حُكم ( اطمأنَ ) لأَنَّ الحروفَ قد اختلفتْ ووجبَ ذلكَ فيها والهمزة أختُ الحروفِ المعتلاتِ فإِذَا كانتْ لاماً مكررةً أُبدلتِ الثانيةُ ياءً وجَرى عليهَا ما يجري علَى ياء ( رَميْتُ ) ولَو بنيتَ مثلَ ( دحْرَجتُ ) مِنْ ( قَرأتُ ) قلتَ : قَرْأَيْتُ ومثلُه مِنْ كلامِ العرَبِ جِاءٍ وتقولُ في مِثَالِ ( قِمَطْرٍ ) مِنْ ( قَرأتُ ) : قِرَأْيٌ ومثلُ ( مَعَدٍّ ) : قَرَأْيُ فتغيرُ الهمزةَ .
قالَ المازني : سأَلتُ أبا الحسن الأخفش وهوَ الذي بدأَ بهذهِ المَقالةِ فقلتُ : ما بالُ الهمزةِ الأُولى إِذَا كان أصلُها السكونَ لا تكونُ كهمزةِ : سأآلٍ وَرَأآسٍ فقالَ : مِنْ قبلِ أَن العينَ لا تجيءُ أبداً إِلاّ وبعدَها مثلُها واللامُ قد يجيءُ بعدَها لامٌ لَيْستْ مِنْ لفظِها أَلا تَرَى أَنَّ قِمَطراً و ( هِدَمْلَةً ) و ( سِبْطْرْاً ) قَد جاءتِ اللامانِ مختلفتين وكذلكَ