ليسَ في الأَسماءِ اسمٌ آخرهُ واوُ قبلَها ضمةٌ فمَتى وقعَ شيءٌ مِنْ هذا قلبتِ الواوُ فيهِ ياءً وقَدْ بُيّنَ هذا فيما تقدمَ .
قاَلَ أبو بكر : ويجوزُ عندي أَنْ يكونَ تقديرُ قولِ الشاعر : ( سُمِي ) أَنَّهُ ( فُعُلٌ ) قصرهُ مِنْ ( فَعُولٍ ) فلمَّا وقعتِ الواوُ بعدَ ضمةٍ وهيَ طرفٌ قَلبها يَاءً وهذا التأويلُ عِندي أَحسنُ مِنْ حذفِ اللامِ لأَنَّ حذفَ الزائدِ في الضرورةِ أَوجبُ مِنْ حَذفِ الأَصلِ وسَماءٌ مثلُ ( عَناقٍ ) في البناءِ والتأنيثِ وكذلكَ جمعهما سَواءٌ تَقُولُ ( سُمِيٌّ ) وعُنُوقٌ فَسُمِيٌّ ( فُعُولٌ ) وعُنُوقٌ ( فُعُولٌ ) وقَد حكوا : ثَلاثَ أَسميةٍ بنوها علَى ( أَفْعِلَةٍ ) وهيَ مؤنثةٌ وإنَّما هذَا البناءُ للمذكرِ وإنَّما فعلوا ذلكَ لأَنَّهُ تأنيثٌ غيرُ حقيقيٍّ وليسَ كعَناقٍ لأَنَّ ( عناقاً ) تأنيثُها حقيقيٌّ .
واعلم : أَنّ قولَهم ( يُهَرِيقُ ) الهاءُ مفتوحةٌ في مكانِ الهمزةِ وكانَ الأَصلُ : يُؤَرِيقُ لأَنَّ أَصلَهُ ( أَفْعَلَ ) مثلُ ( أَكْرَمَ ) فأَكرَم مثلُ ( دحرجَ ) ملحقٌ بهِ وكانَ القياسُ أَن يقولَ في مضارعِ أَكرمَ يُؤكرمُ مثلُ ( يُدحرجُ ) فاستثقلوا ذلكَ لأَنَّهُ كانَ يلزَمُ منهُ أَنْ يقولَ : أَنا أُكْرِمُ مثلُ أُدَحْرِجُ أُأَكرِمْ فحذفوا الهمزةَ استثقالاً لإجتماعِ الهمزتينِ ثُمَّ أتبعوا باقي حروفِ