وقَدْ قالوا : القُصْوَى فأَجروها على الأَصلِ لأَنَّها قد تكونُ صفةً بالألفِ واللامِ وهيَ مِنْ : دنوتُ وعلوتُ يقولونَ : قَضَا يَقْضُو وهوَ قَاضٍ ويجري ( فُعْلَى ) من بناتِ الياءِ على الأَصلِ اسماً وصفةً .
وأَمَّا فِعْلَى منهما فَعَلى الأَصلِ صفةً واسماً يجريهما على القياسِ لأَنَّه أوثقُ ما لم تتبينُ تغيراً منهم .
إبدالُ الياءِ مِنَ الواوِ : .
تقلبُ الواوُ ياءً في شَقيتُ وغَبيتُ لإنكسارِ ما قبلهما فإذا قالوا : يَشْقَى ويَغْبَى قلبوها ألفاً لإنفتاح ما قبلَها وإذَا قالوا : يَشْقَيانِ ويَغْبَيانِ قلبوا الواوَ ياءً ليكونَ المضارعُ كالماضي وإذَا كانَ : فَعَلْتُ مع التاءِ علَى خمسةِ أحرفٍ فَصَاعداً وكانَ الفعلُ مِمّا لامهُ واوٌ قلبتْ ياءً وذلكَ قولُكَ : أَغزيتُ وغَازيتُ واسْتَرْشِيتُ وإنَّما فُعِلَ ذلكَ لأَنَّكَ إذَا قلتَ منهُ يَفْعَلُ انكسر ما قبلَ الواوِ فقلبتِ الواوُ ياءً لذلكَ ثمَّ اتبعَ الماضي المستقبلَ فإنْ قالَ قائلٌ : فَما بَالُ قولِهم : تَغازينَا ومستقبلُهُ يَتَغازى وما قبلَ اللامِ مفتوحٌ في الماضي والمستقبلِ قيلَ لَهُ : إنَّ الأَصلَ كانَ قبلَ دخولِ التاءِ في ( تَغازينَا ) غَازيناَ نَغازي ( فَاعِل ) غَازي مِنْ أَجلِ اعتلالِ ( يغُازي ) ثُم دخلتِ التاءُ بعدَ أَنْ وجبَ البدلُ ومِنْ ذلكَ قولُهم : ضَوضَيتُ وقَوْقَيتُ الياءُ مبدلةٌ مِنْ واوِ لأَنَّهُ بمنزلةِ : صَعْصَعتُ تكررتْ فيهِ الفاءُ والعينُ ولكنَّهم أَبدلوا الواوَ إِذْ كانتْ رابعةً ياءً والمضاعفُ من بنَاتِ الواوِ