واعلَم : أَنَّ النحويينَ قد جعلوا الفاءَ والعينَ واللامَ أَمثلةً للحروفِ الصحاحِ فيقولونَ : جَمَلٌ وزنهُ : فَعَلٌ وجِمَالٌ : فِعَالٌ وجَميلٌ : فَعِيلٌ وعَجُوزٌ : فَعُولٌ وضَارِبٌ : فَاعِلٌ فيوازنون الأصول بالأصولِ مِنَ الفاءِ والعينِ واللامِ وينطقونَ بالزّوائدِ بأَلفاظِها فإذا قالوا : فاءٌ هذِا الحرفُ وواوٌ أَو ياءٌ فإنَّما يعنونَ أن أول حرفَ منه أصلي واوٌ أَو ياءٌ وكذلكَ إذا قالوا : عينهُ كذَا أَو لامهُ كذَا فإنّما يعنونَ الثاني الأَصلي الذي هُوَ عينٌ والثالثُ الأَصلي الذي هُوَ لامٌ فإذَا تكررَ الحرفُ الأَصلي بعدَ تمامِ الثلاثةِ كرروا اللامَ .
الثاني : مِنَ القسمِ الأولِ : .
وهوَ الإِبدالُ لغيرِ إدغامٍ وهوَ أَحدَ عَشَر حَرفاً ثمانيةٌ مِنها مِنْ حروفِ الزوائدِ وثلاثةٌ مِنْ غيرهنٌ : الهمزةُ والألفُ والياءُ والواوُ والتاءُ والدالُ والطاءُ والميمُ والجيمُ والهاءُ والنونُ .
الأولُ : الهمزةُ : .
وهيَ تبدلُ من ثلاثةِ أَشياءٍ : تبدلُ مِنَ الياءِ إِذَا كانتْ لاماً في نحو : قَضَاءٍ وسِقَاءٍ كانَ الأصلُ : قَضَاي وسِقَاي لأَنَّهُ من : قَضيتُ وسَقيتُ والملحقُ بمنزلةِ الأَصلِ وذلكَ : القَيْقَاءُ والزَّيزاء بمنزلةِ العَلْياءِ ملحقٌ بِسردَاحٍ ويدُلُّكَ على أَنَّها ملحقةٌ زائدةٌ أَنهُ لا يكونُ في الكلامِ علَى مثالهِ إلاّ مصدرٌ .
ويدلُّكَ علَى أَنَّ الهمزةَ في : قَيْقَاءٍ وزِيزاءٍ مبدلةٌ مِنْ ياءٍ قولُهم : قَواقٍ فجعلوا الياءَ الأُولى مبدلةً مِنْ واوٍ مثلُ ( قِيلَ ) فِعِلْباءُ وقَيقَاءُ