ولا يكونُ شَيءٌ على حرفينِ صفةً مِن حيثُ قل في الإسمِ .
ومِنَ الحروفِ : أَمْ وأَوْ وهَلْ للإستفهامِ ولم نَفْيُ فَعَلَ ولَنْ : نفي سيفَعلُ وإِنْ للجزاءِ وتكونُ لغواً في ( ما إِنْ تَفعلُ ) وتكونُ كافةً ( لِمَا ) في لغةِ أَهلِ الحجازِ كما تكفُ ( إِنَّ ) الثقيلةُ وتجعلها مِنْ حروفِ الإبتداءِ ومَا : نفيُ هو يَفْعلُ إِذا كانَ في الحالِ وتكونُ ( كليسَ ) وتوكيداً لغواً وقَد يغيرُ الحرفَ عن عملهِ نحو : إِنّما وكأَنَّما ولعلَّما جعلتهنّ بمنزلةِ حروفِ الإبتداءِ ومِنْ ذلكَ حيثما صارتْ بمجيئِها بمنزلةِ ( إِنْ ) فهيَ مغيرةٌ في الموضعينِ إِلاّ أَنَّها تكفُّ العاملَ عن عملهِ ويعملُ ما كانَ لا يعملُ قبلَ مجِيئها وتكونُ ( إِنْ ) كما في معنى لَيسَ ( ولاَ ) تكونُ كَما في التوكيدِ واللغوِ ( لِئَلاّ يَعْلَمَ أَهْلُ الكِتابِ ) أَي : لأَنْ يعلَم ونفي لقولهِ : يَفعلُ ولم يقعِ الفعلُ .
وقَد تُغيرُ الشيءَ عَنْ حالهِ كمَا تَفعلُ ( مَا ) وذلكَ قولُكَ : ( لَولا ) صارت لَو في معنىً آخرَ وهَلاّ صيّرتَها في معنىً آخرَ وتكون ضِدًّا لِنَعَمْ وبَلَى و ( أَن ) تكونُ بمنزلةِ لامِ القسمِ في قولِكَ : واللِه أَنْ لو فَعَلْتَ وتوكيداً في ( لَمَّا ) أَنْ فَعَلَ وقد تلغى ( إِنْ ) مَعَ ( مَا ) إِذا كانتْ اسماً وكانَت حيناً قالَ الشاعرُ :