والدليلُ على أنها لا تفيد تخصيصاً أن أصل قولك ( ( ضَارِبُ زَيْدٍ ) ) : ضاربٌ زيداً فالاختصاصُ موجودٌ قبل الإضافة وإنما تفيد هذه الإضافَةُ التخفيفَ أو رَفْعَ القُبْحِ .
أما التخفيفُ فبحذفِ التوين الظاهرِ كما في ( ( ضَارِبِ زَيْدٍ ) ) و ( ( ضَارِبَاتِ عَمْرٍو ) ) و ( ( حَسَنِ وَجْهِهِ ) ) أو المُقَدَّر كما في ( ( ضَوَارِبِ زَيْدٍ ) ) و ( ( حَوَاجِّ بَيْتِ اللهِ ) ) أو نون التثنية كما في ( ( ضَارِبَا زَيْدٍ ) ) أو الجمع كما في ( ( ضَارِبُو زَيْدٍ ) ) .
وأمَّا رَفْعُ القُبْح ففى نحو ( ( مَرَرْتُ بِالرَّجُلِ الْحَسَنِ الْوَجْهِ ) ) فإن في رفع ( ( الْوَجْهِ ) ) قُبْحَ خُلُوّ الصفة من ضميرٍ يعود على الموصوف وفى نصبه قُبْحَ إجراء وصف القاصر مُجْرَى وصف المتعدِّى وفي الجر تخلصٌ منهما ومن ثَمَّ امتنع ( ( الْحَسَن وَجْهِه ) ) لانتفاء قُبْحِ الرفع ونحو ( ( الْحَسَن وَجْهٍ ) ) لانتفاء قُبْحَ النصب لأن النكرة تنصب على التمييز .
وَتُسَمَّى الإضافة في هذا النوع لفظية لأنها أفادت أمراً لفظيَّا وغير مَحْضَة لأنها في تقدير الانفصال .
فصل .
تختص الإضافة اللفظية بجواز دخول ( ( أل ) ) على المضاف في خمس مسائل : .
إحداها : أن يكون المضاف إليه بأل ك ( ( الْجَعْدِ الشَّعَرِ ) ) وقوله : - .
( شِفَاءٌ وَهُنَّ الشَّافِيَاتُ الْحَوَائِمِ ... )