وكلام العبد يشتمل على حروف وهو يتكلم بصوت نفسه .
فهذه الصفات لها ثلاث اعتبارات تارة تعتبر مضافة إلى الرب وتارة تعتبر مضافة إلى العبد وتارة تعتبر مطلقة لا تختص بالرب ولا بالعبد فإذا قال العبد حياة الله وعلم الله وقدرة الله وكلام الله ونحو ذلك فهذا كله غير مخلوق ولا يماثل صفات المخلوقين وإذا قال علم العبد وقدرة العبد وكلام العبد فهذا كله مخلوق ولا يماثل صفات الرب وإذا قال العلم والقدرة والكلام فهذا مجمل مطلق لا يقال عليه كله انه مخلوق ولا انه غير مخلوق بل ما اتصف به الرب من ذلك فهو غير مخلوق وما اتصف به العبد من ذلك فهو مخلوق فالصفة تتبع الموصوف فان كان الموصوف هو الخالق فصفاته غير مخلوقة وان كان الموصوف هو العبد المخلوق فصفاته مخلوقة .
ثم إذا قرأ بأم القرآن وغيرها من كلام الله فالقرآن فى نفسه كلام الله غير مخلوق وإن كان حركات العباد واصواتهم مخلوقة ولو قال الجنب ( الحمد لله رب العالمين ) ينوى به القرآن منع من ذلك وكان قرآنا ولو قاله ينوى به حمد الله لا يقصد به القراءة لم يكن قارئا وجاز له ذلك .
ومنه قول النبى افضل الكلام بعد