النبى ( ان آدم كان نبيا مكلما كلمه الله قبلا ( وليس فيه أنه انزل عليه شيئا مكتوبا فليس فيه ان الله أنزل على آدم صحيفة ولا كتابا ولا هذا معروف عند أهل الكتاب فهذا يدل على أن هذا لا أصل له ولو كان هذا معروفا عند أهل الكتاب لكان هذا النقل ليس هو فى القرآن ولا فى الأحاديث الصحيحة عن النبى وانما هو من جنس الأحاديث الأسرائيلية التى لا يجب الإيمان بها بل ولا يجوز التصديق بصحتها إلا بحجة كما قال النبى فى الحديث الصحيح ( إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم فاما أن يحدثوكم بحق فتكذبوه واما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوه ( .
والله سبحانه علم آدم الاسما كلها وانطقه بالكلام المنظوم وأما تعليم حروف مقطعة لا سيما إذا كانت مكتوبة فهو تعليم لا ينفع ولكن لما أرادوا تعليم المبتدىء بالخط صاروا يعلمونه الحروف المفردة حروف الهجاء ثم يعلمونه تركيب بعضها إلى بعض فيعلم أبجد هوز وليس هذا وحده كلاما .
فهذا المنقول عن آدم من نزول حروف الهجاء عليه لم يثبت به نقل ولم يدل عليه عقل بل الأظهر فى كليهما نفيه وهو من جنس ما يروونه عن النبى من تفسير ا ب ت ث وتفسير أبجد