فساد مما قبله فانه يعلم بالضرورة حدوث أصوات العباد و طائفة خامسة قالت بل الله يتكلم بمشيئته وقدرته بالقرآن العربى وغيره لكن لم يكن يمكنه أن يتكلم بمشيئته فى الأزل لامتناع حوادث لا أول لها وهؤلاء جعلوا الرب فى الأزل غير قادر على الكلام بمشيئته ولا على الفعل كما فعله أولئك ثم جعلوا الفعل والكلام ممكنا مقدورا من غير تجدد شىء أوجب القدرة والامكان كما قال أولئك فى المفعولات المنفصلة .
واما السلف فقالوا لم يزل الله متكلما اذا شاء وان الكلام صفة كمال ومن يتكلم أكمل ممن لا يتكلم كما ان من يعلم ويقدر أكمل ممن لا يعلم ولا يقدر ومن يتكلم بمشيئته وقدرته اكمل ممن يكون الكلام لازما لذاته ليس له عليه قدرة ولا له فيه مشيئة والكمال انما يكون بالصفات القائمة بالموصوف لا بالامور المباينة له ولا يكون الموصوف متكلما عالما قادرا إلا بما يقوم به من الكلام والعلم والقدرة واذا كان كذلك فمن لم يزل موصوفا بصفات الكمال اكمل ممن حدثت له بعد أن لم يكن متصفا بها لو كان حدوثها ممكنا فكيف إذا كان ممتنعا فتبين ان الرب لم يزل ولا يزال موصوفا بصفات الكمال منعوتا بنعوت الجلال ومن أجلها الكلام فلم يزل متكلما إذا شاء ولا يزال كذلك وهو يتكلم إذا شاء بالعربية كما تكلم بالقرآن