أحد اللفظين حكم الآخر لكن إذا كان أحدهما أصلا سابقا إلى ذلك الكلام والآخر إنما احتذى فيه حذوه ومثاله كان اللفظ والكلام منسوبا إلى الأول بمنزلة من تمثل بقوله لبيد % الا كل شيء ما خلا الله باطل % $ أو بقوله % ويأتيك بالأخبار من لم تزود % $ .
او بمثل من الأمثال السائرة كقوله ( عسى الغويرى بؤسا ) و ( يداك أوكتا وفوك نفخ ) و ( كل الصيد في الجوف الفراء ) ونحو ذلك فهذا الكلام هو تكلم به في المعنى الذي أراده لا على سبيل التبليغ عن غيره ومع هذا فهو منسوب إلى قائله الأول فهكذا الحروف الموجودة في كلام الله وإن أدخلها الناس في كلامهم الذي هو كلامهم فأصلها مأخوذ من كلام الله تعالى .
قال الأولون هنا مقامان .
( أحدهما ) ان كل من انطقه الله بهذه الحروف فانما كان ذلك بطريق الاستفادة من كلام الله أو من استفاده من كلام الله وهذه الدعوى العامة تحتاج الى دليل فان تعليم الله لآدم الأسماء أو إنزاله كتبه بهذه الحروف لا يوجب أن يكون لم ينطق غير آدم ممن لم يسمع