لما فيه من التشبه بالمتخذين القبور مساجد وإن كان المصلي قد لا يقصد الصلاة لأجل فضيلة تلك البقعة بل اتفق له ذلك .
لكن فيه تشبه بمن يقصد ذلك فنهى عنه كما ينهى عن الصلاة المطلقة وقت الطلوع والغروب وإن لم يقصد فضيلة ذلك الوقت لما فيه من التشبه بمن يقصد فضيلة ذلك الوقت وهم المشركون فنهيه عن الصلاة في هذا الزمان كنهيه عن الصلاة في ذلك المكان فلما كان الشرك الذي أضل أكثر بني آدم أصله وأعظمه من عبادة البشر والتماثيل المصورة على صورهم فإن المشركين قد اعتادوا آلهة يلدون ويولدون ويرثون ويورثون ويكونون من شيء من الأشياء فسألوا النبي عن إلهه الذي يعبده من أي شيء هو أمن كذا أم من كذا وممن ورث الدنيا ولمن يورثها فقال تعالى ! 2 < قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد > 2 ! .
وفي حديث أبي بن كعب لأنه ليس أحد يولد إلا يموت ولا أحد يرث إلا يورث يقول كل من عبد من دون الله قد ولد مثل المسيح والعزيز وغيرهما من الصالحين وتماثيلهم ومثل الفراعنة المدعين الآلهية فهذا مولود يموت وهو إن كان ورث من غيره ما هو فيه فإذا مات ورثه غيره والله سبحانه حي لا يموت ولا يورث سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على محمد