طرقها و صفات رجالها و الأسباب الموجبة للتصديق بها ما يعلمه أهل العلم بالحديث فإن هؤلاء يقطعون قطعا يقينا بعامة المتون الصحيحة التى فى الصحيحين كما قد بسطناه فى غير هذا الموضع .
.
وأما المقدمة الثانية فإنهم لا يعرفون معانى القرآن و الحديث و منهم من يقول الأدلة اللفظية لا تفيد اليقين بمراد المتكلم و قد بسطنا الكلام على فساد ذلك فى غير هذا الموضع .
و كثير منهم إنما ينظر من تفسير القرآن و الحديث فيما يقوله موافقوه على المذهب فيتأول تأويلاتهم فالنصوص التى توافقهم يحتجون بها و التى تخالفهم يتأولونها و كثير منهم لم يكن عمدتهم في نفس الأمر إتباع نص أصلا و هذا في البدع الكبار مثل الرافضة و الجهمية فإن الذي و ضع الرفض كان زنديقا إبتدأ تعمد الكذب الصريح الذى يعلم أنه كذب كالذين ذكرهم الله من اليهود الذين يفترون على الله الكذب و هم يعلمون ثم جاء من بعدهم من ظن صدق ما إفتراه أولئك و هم فى شك منه كما قال تعالى ( ^ و إن الذين أوتوا العلم من بعدهم لفى شك منه مريب ^ ( .
و كذلك الجهمية ليس معهم على نفي الصفات و علو الله على العرش و نحو ذلك نص أصلا لا آية و لا حديث و لا أثر عن الصابة