.
وقد إشتهر عن عامة السلف أن الوعد و الوعيد من المتشابه و تأويل ذلك هو مجيء الموعود به و ذلك عند الله لا يأتى به إلا هو و ليس في القرآن إن علم تأويله إلا عند الله كما قال فى الساعة ( ^ يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت فى السموات و الأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفى عنها قل إنما علمها عند الله و لكن أكثر الناس لا يعلمون قل لا أملك لنفسي نفعا و لا ضرا إلا ما شاء الله و لو كنت أعلم الغيب لإستكثرت من الخير و ما مسني السوء ^ ( و كذلك لما قال فرعون لموسى ( ^ فما بال القرون الأولى قال علمها عند ربي فى كتاب لا يضل ربي و لا ينسى ^ ( .
فلو كانت قراءة إبن مسعود تقتضي نفي العلم عن الراسخين لكانت إن علم تأويله إلا عند الله لم يقرأ أن تأويله إلا عند الله فإن هذا حق بلا نزاع و أما القراءة الأخرى المروية عن أبي و إبن عباس فقد نقل عن إبن عباس ما يناقضه و أخص أصحابه بالتفسير مجاهد و على تفسير مجاهد يعتمد أكثر الأئمة كالثوري و الشافعي و أحمد بن حنبل و البخاري قال الثوري إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به و الشافعى في كتبه أكثر الذي ينقله عن إبن عيينة عن إبن أبي نجيح عن مجاهد و كذلك البخاري فى صحيحه يعتمد على هذا