.
وقد بين الله تعالى أنواع تكليمه لعباده فى قوله ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء ) فبين سبحانه أن التكليم تارة يكون وحيا وتارة من وراء حجاب كما كلم موسى وتارة يرسل رسولا فيوحى الرسول بإذن الله ما يشاء وقال تعالى ( الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس ) فإذا أرسل الله تعالى رسولا كان ذلك مما يكلم به عباده فيتلوه عليهم وينبئهم به كما قال تعالى ( قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم ) وإنما نبأهم بواسطة الرسول والرسول مبلغ به كما قال تعالى ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) وقال تعالى ( ليعلم أن قد أبغوا رسالات ربهم ) وقال تعالى ( وما على الرسول إلا البلاغ المبين ) .
والرسول أمر أمته بالتبليغ عنه ففى صحيح البخارى عن عبد الله بن عمرو عن النبى أنه قال ( بلغوا عنى ولو آية وحدثوا عن بنى إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي معتمدا فليتبوأ مقعده من النار ( وقال لما خطب المسلمين ( ليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع ( وقال ( نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه إلى من لم يسمعه فرب حامل غيره فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه (