يتعلموا ما فيها من العلم و العمل قالوا فتعلمنا القرآن و العلم و العمل جميعا و كلام أهل التفسير من الصحابة و التابعين شامل لجميع القرآن إلا ما قد يشكل على بعضهم فيقف فيه لا لأن أحدا من الناس لا يعلمه لكن لأنه هو لم يعلمه .
و أيضا فإن الله قد أمر بتدبر القرآن مطلقا و لم يستثن منه شيئا لا يتدبر و لا قال لا تدبروا المتشابه و التدبر بدون الفهم ممتنع و لو كان من القرآن ما لا يتدبر لم يعرف فإن الله لم يميز المتشابه بحد ظاهر حتى يجتنب تدبره .
.
وهذا أيضا مما يحتجون به و يقولون المتشابه أمر نسبى إضافى فقد يشتبه هذا ما لا يشتبه على غيره قالوا و لأن الله أخبر أن القرآن بيان و هدى و شفاء و نور و لم يستثن منه شيئا عن هذا الوصف و هذا ممتنع بدون فهم المعنى قالوا و لأن من العظيم أن يقال أن الله أنزل على نبيه كلاما لم يكن يفهم معناه لا هو و لا جبريل بل و على قول هؤلاء كان النبى صلى الله عليه و سلم يحدث بأحاديث الصفات و القدر و المعاد و نحو ذلك مما هو نظير متشابه القرآن عندهم و لم يكن يعرف معنى ما يقوله و هذا لا يظن بأقل الناس