و الجمهور و هو باطل فى نفس الأمر لكن أراد أن يخيل لهم ما ينتفعون به و لم يمكنه أن يعرفهم الحق فإنهم كانوا ينفرون عنه و لا يقبلونه و أما من قال من الباطنية الملاحدة و فلاسفتهم بالتاويل فإنه يتأول كل شيء مما أخبرت به الرسل من أمر الإيمان بالله و اليوم الآخر ثم يؤولون العبارات كما هو معروف من تأويلات القرامطة الباطنية .
.
وأبو حامد في ( الأحياء ( ذكر قول هؤلاء المتأولين من الفلاسفة و قال أنهم أسرفوا فى التأويل و اسرفت الحنابلة فى الجمود و ذكر عن أحمد بن حنبل كلاما لم يقله أحمد فإنه لم يكن يعرف ما قاله أحمد و لا ما قاله غيره من السلف في هذا الباب و لا ما جاء به القرآن و الحديث و قد سمع مضافا إلى الحنابلة ما يقوله طائفة منهم و من غيرهم من المالكية و الشافعية و غيرهم فى الحرف و الصوت و بعض الصفات مثل قولهم إن الأصوات المسموعة من القراء قديمة أزلية و إن الحروف المتعاقبة قديمة الأعيان و أنه ينزل إلى سماء الدنيا و يخلو منه العرش حتى يبقى بعض المخلوقات فوقه و بعضها تحته إلى غير ذلك من المنكرات فإنه ما من طائفة إلا و فى بعضهم من يقول أقوالا ظاهرها الفساد و هي التى يحفظها من ينف عنهم و يشنع بها عليهم و إن كان أكثرهم ينكرها و يدفعها كما فى هذه المسائل المنكرة التى يقولها بعض أصحاب أحمد و مالك و الشافعي فإن جماهير هذه الطوائف