.
فهي طريق الجهمية و المعتزلة و من دخل في التأويل من الفلاسفة و الباطنية الملاحدة .
وأما حذاق الفلاسفة فيقولون ان المراد بخطاب الرسول صلى الله عليه و سلم إنما هو أن يخيل إلى الجمهور ما ينتفعون به فى مصالح دنياهم و ان لم يكن ذلك مطابقا للحق قالوا و ليس مقصود الرسول صلى الله عليه و سلم بيان الحق و تعريفه بل مقصوده أن يخيل إليهم ما يعتقدونه و يجعلون خاصة النبوة قوة التخييل فهم يقولون أن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يبين و لم يفهم بل و لم يقصد ذلك و هم متنازعون هل كان يعلم الأمورعلى ما هي عليه على قولين .
منهم من قال كان يعلمها لكن ما كان يمكنه بيانها و هؤلاء قد يجعلون الرسول أفضل من الفيلسوف و منهم من يقول بل ما كان يعرفها أو ما كان حاذقا فى معرفتها و انما كان يعرف الأمور العملية و هؤلاء يجعلون الفيلسوف أكمل من النبى صلى الله عليه و سلم لأن الأمور العملية أكمل من العلمية فهؤلاء يجعلون خبر الله و خبر الرسول صلى الله عليه و سلم إنما فيه التخييل و أولئك يقولن لم يقصد به التخييل و لكن قصد معنى يعرف بالتأويل و كثير من أهل الكلام الجهمية يوافق أولئك على أنه ما كان يمكنه أن يبوح بالحق فى باب التوحيد فخاطب الجمهور بما يخيل لهم كما يقولون إنه لو قال