أصيب بتأويل القرآن فهو هدر انزلوهم منزلة الجاهلية و قد روى مالك بإسناده الثابت عن عائشة رضي الله عنها أنها كانمت تقول ترك الناس العمل بهذه الآية تعنى قوله تعالى ( و ان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ) فإن المسلمين لما اقتتلوا كان الواجب الإصلاح بينهم كما أمر الله تعالى فلما لم يعمل بذلك صارت فتنة و جاهلية .
.
وهكذا مسائل النزاع التى تنازع فيها الأمة فى الأصول و الفروع اذا لم ترد إلى الله و الرسول لم يتبين فيها الحق بل يصير فيها المتنازعون على غير بينة من أمرهم فإن رحمهم الله أقر بعضهم بعضا و لم يبغ بعضهم على بعض كما كان الصحابة فى خلافة عمر و عثمان يتنازعون فى بعض مسائل الإجتهاد فيقر بعضهم بعضا و لا يعتدى عليه و ان لم يرحموا و قع بينهم الاختلاف المذموم فبغى بعضهم على بعض إما بالقول مثل تكفيره و تفسيقه و إما بالفعل مثل حبسه و ضربه و قتله و هذه حال أهل البدع و الظلم كالخوارج و أمثالهم يظلمون الأمة و يعتدون عليهم اذا نازعوهم في بعض مسائل الدين و كذلك سائر أهل الأهواء فانه يبتدعون بدعة و يكفرون من خالفهم فيها كما تفعل الرافضة و المعتزلة و الجهمية و غيرهم و الذين امتحنوا الناس بخلق القرآن كانوا من هؤلاء إبتدعوا بدعة و كفروا من خالفهم فيها