ذلك مما حرمه الله و رسوله و لم يكره السلف هذه لمجرد كونها اصطلاحية و لا كرهوا الإستدلال بدليل صحيح جاء به الرسول بل كرهوا الأقوال الباطلة المخالفة للكتاب و السنة و لا يخالف الكتاب و السنة إلا ما هو باطل لا يصح بعقل و لا سمع .
.
ولهذا لما سئل أبو العباس ابن سريج عن التوحيد فذكر توحيد المسلمين و قال و أما توحيد أهل الباطل فهو الخوض فى الجواهر و الأعراض و إنما بعث [ الله ] النبى صلى الله عليه و سلم بانكار ذلك و لم يرد بذلك أنه أنكر هذين اللفظين فإنهما لم يكونا قد أحدثا فى زمنه و إنما أراد إنكار ما يعنى بهما من المعاني الباطلة فإن أول من أحدثهما الجهمية و المعتزلة و قصدهم بذلك إنكار صفات الله تعالى أو أن يرى أو أن يكون له كلام يتصف به و أنكرت الجهمية أسماءه أيضا .
و أول من عرف عنه إنكار ذلك الجعد بن درهم فضحى به خالد بن عبدالله القسري بواسط و قال يا أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فانى مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ ابراهيم خليلا و لم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا ثم نزل فذبحه .
و كلام السلف و الأئمة فى ذم هذا الكلام و أهله مبسوط فى غير هذا الموضع