شرطا فى الثاني و الثاني شرطا فى الثالث و هم مشتركون في الضلال و هو إثبات جواهر قائمة بنفسها أزلية مع الرب لم تزل و لا تزال معه لم تكن مسبوقة بعدم و جعل الفلك أيضا أزليا و هذا و حده فيه من مخالفة صريح المعقول و الكفر بما جاءت به الرسل ما فيه كفاية فكيف إذا ضم إليه غير ذلك من أوقاويلهم المخالفة للعقل و النقل .
الوجه السادس أن الصوادر المعلومة في العالم انما تصدر عن اثنين و أما و احد و حده فلا يصدر عنه شيء كما تقدم التنبيه عليه في المتولدات من الأعيان و الأعراض و كل ما يذكرونه من صدور الحراراة عن الحار و البرودة عن البارد و الشعاع عن الشمس و غير ذلك فإنما هو صدور أعراض و مع هذا فلابد لها من أصلين و أما صدور الأعيان عن غيرها فهذا لا يعلم الا بالولادة المعروفة و تلك لا تكون الا بإنفصال جزء من الأصل و هذا الصدور و التولد و المعلولية التى يدعونها في العقول و النفوس و الأفلاك يقولون أنها جواهر قائمة بأنفسها صدرت عن جوهر و احد بسيط فهذا من أبطل قول قيل فى الصدور و التولد لأن فيه صدور جواهر عن جوهر و احد و هذا لا يعقل و فيه صدوره عنه من غير جزء منفصل من الأصل و هذا لا يعقل و هم غاية ما عندهم أن يشبهوا هذا بحدوث بعض الأعراض كالشعاع عن الشمس و حركة الخاتم عن حركة اليد و هذا تمثيل