قديم معلول لعلة قديمة و أما الفلاسفة القدماء فمن كان منهم يقول بحدوث الفلك و هم جمهورهم و من كان قبل ارسطو فهؤلاء موافقون لأهل الملل و من قال بقدم الفلك كارسطو و شيعته فإنما يثبتون له علة غائية يتشبه الفلك بها لا يثبتون له علة فاعلة و ما يثبتونه من العقول و النفوس فهو من جنس الفلك كل ذلك قديم و اجب نفسه و إن كان له علة غائية و هؤلاء أكفر من هؤلاء المتأخرين لكن الغرض أن يعرفوا أن قول هؤلاء ليس قول أولئك .
.
الثاني أن هؤلاء يقولون إن الرب و احد و الواحد لا يصدر عنه إلا و احد و يعنون بكونه و احدا أنه ليس له صفة ثبوتية أصلا و لا يعقل فيه معان متعددة لأن ذلك عندهم تركيب و لهذا يقولون لا يكون فاعلا و قابلا لأن جهة الفعل غير جهة القبول و ذلك يستلزم تعدد الصفة المستلزم للتركيب و مع هذا يقولون أنه عاقل و معقول و عقل و عاشق و معشوق و عشق و لذيذ و ملتذ و لذة إلى غير ذلك من المعانى المتعددة و يقولون إن كل و احدة من هذه الصفات هي الصفة الأخرى و الصفة هي الموصوف و العلم هو القدرة و هو الإرادة و العلم هو العالم و هو القادر .
و من المتأخرين منهم من قال العلم هو المعلوم فاذا تصور العاقل أقوالهم حق التصور تبين له أن هذا الواحد الذي أثبتوه لا يتصور