بانفسهما فتبين فساد ما قالوه بكل و جه .
و خامسها أن يقال من المعلوم عند الخاصة و العامة أن المعنى الذي خص به المسيح إنما هو ان خلق من غير أب فلما لم يكن له أب من البشر جعل النصاري الرب أباه و بهذا ناظر نصارى نجران النبى صلى الله عليه و سلم و قالوا إن لم يكن هو إبن الله فقل لنا من أبوه فعلم ان النصارى إنما ادعوا فيه البنوة الحقيقية و أن ما ذكر من كلام علمائهم هو تأويل منهم للمذهب ليزيلوا به الشناعة التى لا يبلغها عاقل و إلا فليس فى جعله إبن الله و جه يختص به معقول فعلم أن النصارى جعلوه إبن الله و أن الله أحبل مريم و الله هو أبوه و ذلك لا يكون إلا بإنزال جزء منه فيها و هو سبحانه الصمد و يلزمهم أن تكون مريم صاحبة و زوجة له و لهذا يتأولونها كما أخبر الله عنهم و أي معنى ذكروه فى بنوة عيسى غير هذا لم يكن فيه فرق بين عيسى و بين غيره و لا صار فيه معنى البنوة بل قالوا كما قال بعض مشركي العرب أنه صاهر الجن فولدت له الملائكة و إذا قالوا اتخذه إبنا على سبيل الإصطفاء فهذا هو المعنى الفعلي و سيأتي إن شاء الله تعالى إبطاله .
.
وقوله تعالى ! 2 < وروح منه > 2 ! ليس فيه أن بعض الله صار في عيسى بل من لإبتداء الغاية كما قال ^ وسخر لكم ما في السموات