كله مشتركا فإن الله تكلم به لكن منه ما أخبر الله به عن نفسه و منه ما أخبر به عن خلقه و فيه ما أمرهم به فمنه ما أمرهم فيه بالإيمان و نهاهم فيه عن الشرك و منه ما أمرهم به بكتابة الدين و نهاهم فيه عن الربا .
.
و معلوم أن ما أخبر به عن نفسه ( ! 2 < قل هو الله أحد > 2 ! ( أعظم مما أخبر به عن خلقه ( ! 2 < تبت يدا أبي لهب > 2 ! ( و ما أمر فيه بالإيمان و مات نهى فيه عن الشرك أعظم مما أمر فيه بكتابة الدين و نهي فيه عن الربا و لهذا كان كلام العبد مشتركا بالنسبة إلى العبد و هو كلام لمتكلم و احد ثم إنه يتفاضل بحسب المتكلم فيه فكلام العبد الذي يذكر به ربه و يأمر فيه بالمعروف و ينهى فيه عن المنكر أفضل من كلامه الذي يذكر فيه خلقه و يأمر فيه بمباح أو محظور و إنما غلط من قال بالأول لأنه نظر إلى إحدى جهتى الكلام و هى جهة المتكلم به و أعرض عن الجهة الأخرى و هي جهة المتكلم فيه و كلاهما للكلام به تعلق يحصل به التفاضل و التماثل .
قالوا و ما أعاد التفاضل إلى مجرد كثرة الثواب أو قلته من غير أن يكون الكلام فى نفسه أفضل كان بمنزلة من جعل عملين متساويين و ثواب أحدهما أضعاف ثواب الآخر مع أن العملين فى أنفسهما لم يختص أحدهما بمزية بل كدرهم و درهم تصدق بهما رجل و احد فى و قت و احد و مكان