وعدم إيمانكم علامة على العذاب وكذلك أمره بالإيمان من علم أنه يؤمن معناه إني أريد أن أثيبك والإيمان علامة وهؤلاء منهم من ينفى القياس في الشرع والتعليل للأحكام ومن أثبت القياس منهم لم يجعل العلل إلا مجرد علامات ثم إنه ثم إنه مع هذا قد علم أن الحكم في الأصل ثابت في النص و الإجماع وذلك دليل عليه فأي الحاجة إلى العلة وكيف يتصور أن تكون العلة على الحكم في الأصل وإنما تطلب علته بعد أن يعلم ثبوت الحكم وحينئذ فلا فائدة في العلامة وأما الفرع فلا يكون علة له حتى يكون علة للأصل وهؤلاء منهم من ينكر العلل المناسبة ويقول المناسبة ليست طريقا لمعرفة العلل وهم أكثر أصحاب هذا القول ومن قال بالمناسبة من متأخريهم يقول يقول إنه قد اعتبر في الشرع المناسب فيستدل بمجرد الإقتران لا لأن فإن عندهم أنه ليس في خلقه ولا أمره لا كي فجهم رأس الجبرية واتباعه في طرق والقدرية في الطرف الآخر .
وأما الصحابة والتابعون لهم بإحسان وأئمة الإسلام كالفقهاء المشهورين وغيرهم ومن سلك سبيلهم من أهل الفقه والحديث والمتكلمين في أصول الدين وأصول الفقه فيقرون بالقدر ويقرون بالشرع ويقرون بالحكمة لله في خلقه وأمره لكن قد يعرف أحدهم لحكمه وقد لا يعرفها