له كلام الله هل بعضه أفضل من بعض إمتنع الجواب على أصله بنعم أم لا لإمتناع تبعضه عنده و لكون العبارة ليست كلاما لله لكن إذا أريد بالكلام العبارة أو قيل له ك هل بعض القرآن أفضل من بعض و أريد بالقرآن الكلام العربي الذي نزل به جبريل فهو عنده مخلوق لم يتكلم الله به بل هو عنده إنشاء جبريل أو غيره أو قيل هل بعض كتب الله أفضل من بعض وكتاب الله عنده هو القرآن العربي المخلوق عنده فهذا السؤال يتوجه على قوله فى الظاهر و أما فى نفس الأمر فكلاهما ممتنع على قوله لأن العبارة تدل على المعاني فإن المعاني القائمة فى النفس تدل عليها العبارات و قد علم أن العبارات تدل على معان متنوعة و على أصله ليس المعنى إلا و حدا فيمتنع بالضرورة العقلية أن يكو ن القرآن العربي كله و التوراة و الإنجيل و سائر ما يضاف إلى الله من العبارات إنما يدل على معنى و احد لا يتعدد و لا يتبعض و حينئذ فتبعض العبارت الدالة على المعاني بدون تبعض تلك المعاني ممتنع .
.
و لهذا قيل لهم موسى عليه السلام لما سمع كلام الله أسمعه كله أم سمع بعضه إن قلتم ( كله ( فقد علم كل ما أخبر الله به و ما أمر به و قد ثبت فى الصحيح أن الخضر قال له ( ما نقص علمي و علمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور من هذا البحر ( و قد