نبوة من عذب قومه لا تدل على نبوة المتأخر إلا أن يكون ما أخبر به من جنس ما أخبر به الأول و هذه الأمور كلها موجودة فى الإلهيات و زيادة فإنه قد أخبر فيها بمثل ما أخبرت به الأنبياء قبله قد ذكر الله ذلك فى غير موضع كقوله ( ^ و اسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ^ ( و قوله ( ^ و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فإعبدون ^ ( و قوله ( ^ و لقد بعثنا فى كل أمة رسولا أن إعبدوا الله و إجتنبوا الطاغوت ^ .
و قد أخبر الله عن الأنبياء الذين قص إخبارهم كنوح و هود و صالح و شعيب صلوات الله عليهم أجمعين أن كلا منهم يقول لقومه ( ! 2 < يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره > 2 ! ( بل يفتح دعوته بذلك و ذكر تعالى عن الأنبياء و أممهم من نوح إلى الحواريبن أنهم كانوا مسلمين كما قد بسط فى غير موضع .
و أيضا فالإلهيات التى تعلم منها قدرة الرب و إرادته و حكمته و أفعاله منها يعلم النبى من المتنبيء و منها يعلم صدق النبى فهي أدل على صدق النبى من مجرد القصص و ما في القصص من الدلالة على صدقه إنما يدل مع الإلهيات و إلا فلو تجرد لم يدل على شيء فالنبوة مرتبطة بالإلهيات أعظم من إرتباطها بغيرها و الأنبياء إنما بعثوا بالدعوة إلى الله