متناقضون .
.
أما الأول فلأن سلب النقيضين ممتنع كما أن جمعها ممتنع فيمتنع أن يكون شيء من الأشياء لا موجودا و لا معدوما و أما تناقضهم لابد أن يذكروا ما ذكروا أنه يسلب عنه النقيضان ببعض الأمور التى يتميز بها ليخبر عنه بهذا السلب و أي شيء قالوه فلابد أن يتضمن نفيا و إثباتا بل لابد أن يتضمن إثباتا و قد بسطنا الرد عليهم فى غير هذا الموضع .
ولهذا كان كثير من الملاحدة لا يصلون إلى هذا الحد بل يقولون كما قال أبو يعقوب السجستانى و غيره من الملاحدة نحن لا ننفي النقيضين بل نسكت عن إضافة و احد منهما إليه فلا نقول هو موجود و لا معدوم و لا حي و لا ميت و لا عالم و لا جاهل فيقال لهم إعراض قلوبكم عن العلم به و كف ألسنتكم عن ذكره لايوجب أن يكون هو في نفسه مجردا عن النقيضين بل يفيد هذا كفركم بالله و كراهتكم لمعرفته و ذكره و عبادته و هذا حقيقة مذهبكم .
.
و من قال من الملاحدة المنتسبين إلى التصوف و التحقيق كإبن سبعين و الصدر القونوي و غيرهما إنه و جود مطلق بشرط الإطلاق عن كل و صف ثبوتى و سلبى فهو من جنس هؤلاء لكن هؤلاء يقولون هو و جود مطلق فيخصونه بالوجود دون العدم ثم يقولون هو مطلق و المطلق بشرط الإطلاق عن كل قيد سلبى و ثبوتى إنما يكون