و يرضاه كفرا معاقبا عليه و هو كما قال أبو المعالى فإن المتقدمين من جميع أهل السنة على ما دل عليه الكتاب و السنة من أنه سبحانه لا يرضي ما نهى عنه و لا يحبه وعلى ذلك قدماء أصحاب الأئمة الأربعة أصحاب أبى حنيفة و مالك و الشافعي أحمد كأبي بكر عبدالعزيز و غيره من قدمائهم و لكن من المتأخرين من سوى بين الجميع كما قاله أبو الحسن و هو فى الأصل قول لجهم فهو الذي قال فى القدر بالجبر و بما يخالف أهل السنة و نكر رحمة الله تعالى و كان يخرج إلى الجذمى فيقول أرحم الراحمين يفعل هذا فنفى أن يكون الله أرحم الراحمين و قد قال الصادق المصدوق ( لله أرحم بعباده من الوالدة بولده ( و هذه مسائل عظيمة ليس هذا موضع بسطها .
و إنما المقصود هنا التنبيه على الجمل فإن كثيرا من الناس يقرأ كتبا مصنفة فى أصول الدين و أصول الفقه بل في تفسير القرآن و الحديث و لا يجد فيها القول الموافق للكتاب و السنة الذي عليه سلف الأمة و أئمتها و هو الموافق لصحيح المنقول و صريح المعقول بل يجد أقوالا كل منها فيه نوع من الفساد و التناقض فيحار ما الذي يؤمن به فى هذا الباب و ما الذي جاء به الرسول و ما هو الحق و الصدق إذ لم يجد في تلك الأقول ما يحصل به ذلك و إنما الهدى فيما جاء به الرسول الذي قال الله فيه ( ^ و إنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السموات و ما فى الأرض ألا إلى الله تصير الأمور ^ ( .