.
والآية لابد أن تتناول كفار أهل الكتاب كما قال ابن إسحق فإن السورة مدنية و إن تناولت مع ذلك المشركين فهي تعم كل كافر و مقاتل و الضحاك يخصها ببعض مشركي العرب و ابن السائب يقول هي إنما نزلت فى اليهود منهم حيي بن أخطب و كذلك ما ذكره ابن إسحق عن ابن عباس أنها فى اليهود و أبو العالية يقول إنها نزلت في قادة الأحزاب .
و الآية تعم هؤلاء كلهم و غيرهم كما أن آيات المؤمنين و المنافقين كان سبب نزولها [ المؤمنين و المنافقين الموجودين و قت النزول و هي تعمهم ] و غيرهم من المؤمنين و المنافقين إلى قيام الساعة .
و المقصود أن قوله ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ( كقوله ( فإنك لا تسمع الموتى و لا تسمع الصم الدعاء إذا و لوا مدبرين و ما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم ( و قوله ( أفأنت تسمع الصم و لو كانوا لايعقلون و منهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمى و لو كانوا لا يبصرون ( .
و كل هذا فيه بيان أن مجرد دعائك و تبليغك و حرصك على هداهم ليس موجب ذلك و إنما يحصل ذلك إذا شاء الله هداهم فشرح صدورهم للإسلام كما قال تعالى ( إن تحرص على هداهم فإن الله