.
و لهذا يجعل سبحانه ذلك من باب الإفتراء و الكذب كما قال أصحاب الكهف ( هؤلاء قومنا إتخذوا من دونه آلهة لو لا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن إفترى على الله كذبا ( و قال الخليل ( إنما تعبدون من دون الله أوثانا و تخلقون إفكا ( و قال ( و ما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن و إن هم إلا يخرصون ) أي أي شيء يتبع الذين يشركون و إنما يتبعون الظن و الخرص و هو الحزر هذا صواب و إن ما إستفهامية و قد قيل أنها نافية و بعضهم لم يذكر غيره كأبى الفرج و هو ضعيف كما قد بين ذلك في غير هذا الموضع .
و قال هود إعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون ( .
و إذا كانت إلهية ما سوى الله أمرا مختلفا يوجد في الذهن و اللسان لا وجود له فى الأعيان و هو من باب الكذب و الإعتقاد الباطل الذي ليس بمطابق و ما عند عابديها من الحب و الخوف و الرجاء لها تابع لذلك الإعتقاد الباطل كمن إعتقد فى شخص أنه صادق فصدقه فيما يقول و بنى على إخباره أعمالا كثيرة فلما تبين كذبه ظهر فساد تلك الأعمال كأتباع مسلمة و الأسود و غيرهما من أصحاب الزوايا و الترهات و ما يشرعونه لأتباعهم مما لم يأذن به الله بخلاف الصادق و الصدق