مثل نفسه أو شربه و نحو ذلك .
والمقصود أن كل من رغب عن ملة إبراهيم فهو سفيه قال أبو العالية رغبت اليهود و النصارى عن ملة إبراهيم و ابتدعوا اليهودية و النصرانية و ليست من الله و تركوا دين إبراهيم و كذلك قال قتادة بدلوا دين الأنبياء و اتبعوا المنسوخ فأما موسى و المسيح و من إتبعهما فهم على ملة إبراهيم متبعون له و هو إمامهم و هذا معنى قوله ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين إتبعوه و هذا النبى و الذين آمنوا ( فهو يتناول الذين إتبعوه قبل مبعث محمد و بعد مبعثه و قيل إنه عام قال الحسن البصري كل مؤمن و لي إبراهيم ممن مضى و ممن بقى و قال الربيع بن أنس هم المؤمنون الذين صدقوا نبى الله و إتبعوه و كان محمد و الذين معه من المؤمنين أولى الناس بإبراهيم و هذا و غيره مما يبين أن اليهود و النصارى لا يعبدون الله و ليسوا على ملة إبراهيم .
فإن قيل فالمشرك يعبد الله و غيره بدليل قول الخليل ( أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم و آباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ( فقد إستثناه مما يعبدون فدل على أنهم كانوا يعبدون الله و كذلك قوله ( إنني برآء مما تعبدون إلا الذي فطرني ( و إستثناه