لتكرار الوقت و ذلك أنهم قالوا إن سرك أن ندخل فى دينك عاما فادخل فى ديننا عاما فنزلت هذه السورة .
قلت هذا الكلام الذي ذكره بإعادة اللفظ و إن كان كلام العرب و غير العرب فإن جميع الأمم يؤكدون إما فى الطلب و إما في الخبر بتكرار الكلام و منه قول النبى صلى الله عليه و سلم ( و الله لأغزون قريشا ثم و الله لأغزون قريشا ثم و الله لأغزون قريشا ثم قال إن شاء الله ثم لم يغزهم ( .
و روى عنه أنه فى غزوة تبوك كان يقود به حذيفة و يسوق به عمار فخرج بضعة عشر رجلا حتى صعدوا العقبة ركبانا متلثمين و كانوا قد أرادوا الفتك برسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لحذيفة قد قد و لعمار سق سق .
فهذا أكثر لكن ليس فى القرآن من هذا شيء فإن القرآن له شأن إختص به لا يشبهه كلام البشر لا كلام نبى و لا غيره و إن كان نزل بلغة العرب فلا يقدر مخلوق أن يأتى بسورة و لا ببعض سورة مثله .
فليس فى القرآن تكرار للفظ بعينه عقب الأول قط و إنما فى