وفى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ( ذرونى ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم و إختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه و إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما إستطعتم ( .
و فى الصحيحين عنه أنه قال ( نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا و أوتيناه من بعدهم فهذا يومهم الذي إختلفوا فيه فهدانا الله له الناس لنا فيه تبع غدا لليهود و بعد غد للنصارى ( .
و هذا معلوم بالتواتر أن أهل الكتاب إختلفوا و تفرقوا قبل إرسال محمد صلى الله عليه و سلم بل اليهود إفترقوا قبل مجيء المسيح ثم لما جاء المسيح إختلفوا فيه ثم إختلف النصارى إختلافا آخر .
فكيف يقال أن قوله ( و ما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة ( هو فيمن لم يؤمن بمحمد منهم .
و أيضا فالذين كفروا بمحمد كفار و هم المذكورون في قوله ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب و المشركين منفكين حتى تأتيهم