( فأتوا بعشر سور مثله مفتريات و ادعوا من إستطعتم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله و أن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون ( فإن عجز أولئك عن المعارضة دل على عجز غيرهم بطريق الأولى و تبين أن جميع الخلق عاجزون عن معارضته وأنه آية بينة تدل على الرسالة و على التوحيد .
و كذلك قوله ( لكن الله يشهد بما أنزل إليك ( .
[ بعد ] قوله ( إنا أوحينا إليك إلى قوله لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ( و قد ذكروا أن من الكفار من قال لا نشهد لمحمد بالرسالة فقال تعالى ( لكن الله يشهد بما أنزل إليك ( .
و أحسن من هذا أنه لما قال ( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ( نفي حجة الخلق على الخالق فقال لكن حجة الله على الخلق قائمة بشهادته بالرسالة فإنه يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه فما للخلق على الله حجة بل له الحجة البالغة و هو الذي هدى عباده بما أنزله .
و على ما تقدم فقوله ( أنزله بعلمه ( أي فيه علمه بما كان و سيكون و ما أخبر به و هو أيضا مما يدل على أنه حق فإنه إذا أخبر بالغيب الذي لا يعلمه إلا الله دل على أن الله أخبره به