من لوازمها لا تعرف و قد يعلم المسلمون أن الرب على كل شيء قدير و أنه يفعل ما يشاء و هم لا يعرفون كثيرا من لوازم القدرة و المشيئة لكن أهل الإستقامة كما لا يعرفون اللوازم فلا ينفونها فإن نفيها خطأ .
و أما عدم العلم بها كلها فهذا لازم لجميع الناس فسبحان من أحاط بكل شيء علما و أحصى كل شيء عددا و ما سواه ( لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ( و هو سبحانه ( يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون به علما ( .
و لكن المقصود بيان أن المخالفين للرسول صلى الله عليه و سلم و لو فى كلمة لابد أن يكون فى قولهم من الخطأ بحسب ذلك و أن الأدلة العقلية و السمعية المنقولة عن سائر الأنبياء توافق ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم و تناقض ما يقوله أهل البدع المخالفون للكتاب و السنة و إذا قالوا إن العقل يخالف النقل أخطأوا فى خمسة أصول ( أحدها ( أن العقل الصريح لا يناقضه ( الثانى ( أنه يوافقه ( الثالث ( أن ما يدعونه من العقل المعارض ليس بصحيح ( الرابع ( أن ما ذكروه من المعقول المعارض هو المعارض للمعقول الصريح ( الخامس ( أن ما أثبتوا به الأصول كمعرفة الباري و صفاته لا يثبتها بل يناقض إثباتها