الجسم لا ينفك من الأعراض المحدثة و لا يسبقها و ما لم ينفك عن الحوادث و لم يسبقها فهو حادث .
وقد قامت الأدلة السمعية و العقلية على مذهب السلف و أن الرب لم يزل متكلما إذا شاء فيلزم على قولهم أنه لم يسبق الحوادث و لم ينفك عنها و يجب على قولهم [ كونه ] حادثا .
فالأصل الذي أثبتوا به القديم هو نفسه يقتضي أنه ليس بقديم و أنه ليس في الوجود قديم كما أن أولئك أصلهم يقتضى أنه ليس بواجب بذاته و أنه ليس فى الوجود واجب بذاته .
و الطريق التى قالوا بها يثبت الصانع مناقضة لإثبات الصانع و إذا قالوا لا يمكن العلم بالصانع إلا بها كان الحق أن يقال بل لا يمكن تمام العلم بالصانع إلا مع العلم بفسادها .
و لهذا كان كل من أقر بصحتها قد كذب بعض ما أخبر به الرسول مما هو من لوازم الرب و نفى اللازم يقتضى نفي الملزوم .
و الذين زعموا أنهم يحتجون به على حدوث الأجسام من جنس ما زعم أولئك أنهم يحتجون به على إمكان الأجسام و كل منهما باطل