الكف فإذا أرادوا نفي القليل و الكثير قدروا به فقالوا ما في السماء قدر كف سحابا كما يقولون فى النفي العام ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة ( و ( لا يملكون من قطمير ( و نحو ذلك .
فبين الرسول أنه لا يفضل من العرش شيء و لا هذا القدر اليسير الذي هو أيسر ما يقدر به و هو أربع أصابع و هذا معنى صحيح موافق للغة العرب و موافق لما دل عليه الكتاب و السنة موافق لطريقة بيان الرسول له شواهد فهو الذي يجزم بأنه في الحديث .
و من قال ( ما يفضل إلا مقدار أربع أصابع ( فما فهموا هذا المعنى فظنوا أنه إستثنى فاستثنوا فغلطوا و إنما هو توكيد للنفي و تحقيق للنفي العام و إلا فأي حكمة فى كون العرش يبقى منه قدر أربع أصابع خالية و تلك الأصابع أصابع من الناس و المفهوم من هذا أصابع الإنسان فما بال هذا القدر اليسير لم يستو الرب عليه .
و العرش صغير فى عظمة الله تعالى و قد جاء حديث رواه ابن أبي حاتم فى قوله ( لا تدركه الأبصار ( لمعناه شواهد تدل على هذا فينبغي أنا نعتبر الحديث فنطابق بين الكتاب و السنة فهذا هذا و الله أعلم