الزاغونى و نحوهما صحة هذا اللفظ فأمروه و تكلموا على معناه بأن ذلك القدر لا يحصل عليه الإستواء و ذكر عن ابن العايذ أنه قال هو موضع جلوس محمد صلى الله عليه و سلم .
و الحديث قد رواه ابن جرير الطبري فى تفسيره و غيره و لفظه ( و إنه ليجلس عليه فما يفضل منه قدر أربع أصابع ( بالنفي .
فلو لم يكن في الحديث إلا إختلاف الروايتين هذه تنفى ما أثبتت هذه و لا يمكن مع ذلك الجزم بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم أراد الإثبات و أنه يفضل من العرش أربع أصابع لا يستوى عليها الرب و هذا معنى غريب ليس له قط شاهد في شيء من الروايات بل هو يقتضي أن يكون العرش أعظم من الرب و أكبر و هذا باطل مخالف للكتاب و السنة و للعقل .
و يقتضي أيضا أنه إنما عرف عظمة الرب بتعظيم العرش المخلوق و قد جعل العرش أعظم منه فما عظم الرب إلا بالمقايسة بمخلوق و هو أعظم من الرب و هذا معنى فاسد مخالف لما علم من الكتاب و السنة و العقل .
فإن طريقة القرآن فى ذلك أن يبين عظمة الرب فإنه أعظم من كل ما يعلم عظمته فيذكر عظمة المخلوقات و يبين أن الرب أعظم منها