أثبت الله و رسوله باللفظ الذي أثبته و ينفي ما نفاه الله و رسوله كما نفاه و هو أن يثبت النزول و الإتيان و المجيء و ينفى المثل و السمى و الكفؤ و الند .
وبهذا يحتج البخاري و غيره على نفي المثل يقال ينزل نزولا ليس كمثله شيء نزل نزولا لا يماثل نزول المخلوقين نزولا يختص به كما أنه فى ذلك و فى سائر ما و صف به نفسه ليس كمثله شيء فى ذلك و هو منزه أن يكون نزوله كنزول المخلوقين و حركتهم و إنتقالهم و زوالهم مطلقا لا نزول الآدميين و لا غيرهم .
فالمخلوق إذا نزل من علو إلى سفل زال و صفه بالعلو و تبدل إلى و صفه بالسفول و صار غيره أعلى منه .
و الرب تعالى لا يكون شيء أعلى منه قط بل هو العلي الأعلى و لا يزال هو العلي الأعلى مع أنه يقرب إلى عباده و يدنو منهم و ينزل إلى حيث شاء و يأتى كما شاء و هو فى ذلك العلي الأعلى الكبير المتعالى علي فى دنوه قريب فى علوه .
فهذا و إن لم يتصف به غيره فلعجز المخلوق أن يجمع بين هذا و هذا كما يعجز أن يكون هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن