يعلمه إلا الله فيلزم أن يكون في القرآن كلام لا يفهمه لا الرسول و لا أحد من الأمة بل و لا جبريل هذا هو الذي يلزم على قول من يجعل معانى هذه الآيات لا يفهمه أحد من الناس .
وليس هذا بمنزلة ما ذكر فى الملائكة و النبيين و الجنة فإنا قد فهمنا الكلام الذي خوطبنا به و أنه يدل على أن هناك نعيما لا نعلمه و هذا خطاب مفهوم و فيه إخبارنا أن من المخلوقات ما لا نعلمه و هذا حق كقوله ( و ما يعلم جنود ربك إلا هو ( و قوله لما سألوه عن الروح ( و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ( فهذا فيه إخبارنا بأن لله مخلوقات لا نعلمها أو نعلم جنسهم و لا نعلم قدرهم أو نعلم بعض صفاتهم دون بعض .
و كل هذا حق لكن ليس فيه أن الخطاب المنزل الذي أمرنا بتدبره لا يفقه و لا يفهم معناه لا الرسول و لا المؤمنون فهذا هو المنكر الذي أنكره العلماء فإن الله قال ( إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ( و قال ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ( و قال ( أفلم يدبروا القول ( و قال ( حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم ( .
و فرق بين ما لم يخبر به أو أخبرنا ببعض صفاته دون بعض فما