.
و الثانى قول أئمة أهل الحديث و السنة و كثير من طوائف الكلام كما تقدم .
و لهذا صار للناس فيما ذكر الله فى القرآن من الإستواء و المجيء و نحو ذلك ستة أقوال .
طائفة يقولون تجرى على ظاهرها و يجعلون إتيانه من جنس إتيان المخلوق و نزوله من جنس نزولهم و هؤلاء المشبهة الممثلة [ و ] من هؤلاء من يقول إذا نزل خلا منه العرش فلم يبق فوق العرش .
و طائفة يقولون بل النصوص على ظاهرها اللائق به كما فى سائر ما و صف به فى نفسه و هو ( ليس كمثله شيء ( لا فى ذاته و لا في صفاته و لا في أفعاله و يقولون نزل نزولا يليق بجلاله و كذلك يأتى إتيانا يليق بجلاله و هو عندهم ينزل و يأتى و لم يزل عاليا و هو فوق العرش كما قال حماد بن زيد هو فوق العرش يقرب من خلقه كيف شاء و قال إسحاق بن راهويه ينزل و لا يخلو منه العرش و نقل ذلك عن أحمد بن حنبل في رسالته إلى مسدد .
و تفسير النزول بفعل يقوم بذاته هو قول علماء أهل الحديث و هو الذي حكاه أبو عمر بن عبد البر عنهم و هو قول عامة القدماء من أصحاب أحمد و قد صرح به ابن حامد و غيره