منهما و لكل قول وجه من الصواب عند التصور التام و الإنصاف و ليس فيها قول يحيط بالصواب بل كل قول فيه صواب من وجه و قد يكون خطأ من وجه آخر .
و البخارى إنما يثبت خلق أفعال العباد حركاتهم و أصواتهم و هذه القراءة هي فعل العبد يؤمر به و ينهى عنه و أما الكلام نفسه فهو كلام الله و لم يقل البخاري إن لفظ العبد مخلوق و لا غير مخلوق كما نهى أحمد عن هذا و هذا .
و الذى قال البخارى إنه مخلوق من أفعال العباد و صفاتهم لم يقل أحمد و لا غيره من السلف إنه غير مخلوق و إن سكتوا عنه لظهور أمره و لكونهم كانوا يقصدون الرد على الجهمية .
و الذى قال أحمد إنه غير مخلوق هو كلام الله لا صفة العباد لم يقل البخارى إنه مخلوق .
و لكن أحمد كان مقصوده الرد على من يجعل كلام الله مخلوقا إذا بلغ عن الله و البخاري كان مقصوده الرد على من يقول أفعال العباد و أصواتهم غير مخلوقة و كلا القصدين صحيح لا منافاة بينهما و قد بين ذلك إبن قتيبة في