وفى الصحيحين عن ابن مسعود عن النبى صلى الله عليه و سلم قال ( إن الله يحدث من أمره ما يشاء و إن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة ( و الذي أحدثه هو النهي عن تكلمهم في الصلاة .
و قولهم ( إن المحدث يفتقر إلى إحداث و هلم جرا ( هذا يستلزم التسلسل فى الآثار مثل كونه متكلما بكلام بعد كلام و كلمات الله لا نهاية لها و أن الله لم يزل متكلما إذا شاء و هذا قول أئمة السنة و هو الحق الذي يدل عليه النقل و العقل .
و كذلك أفعاله فإن الفعل و الكلام صفة كمال فإن من يتكلم أكمل ممن لا يتكلم و من يخلق أكمل ممن لا يخلق قال تعالى ( أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون ( .
و حينئذ فهو ما زال متصفا بصفات الكمال منعوتا بنعوت الإكرام و الجلال .
و بهذا تزول أنواع الإشكال و يعلم أن ما أخبرت به الرسل عن الله من أصدق الأقوال و أن دلائل العقول لا تدل إلا على ما يوافق أخبار الرسول .
و لكن نشأ الغلط من جهل كثير من الناس بما أخبر به الرسول