كالرازي و غيره فيبقون حيارى في هذا الأصل العظيم الذي هو من أعظم أصول العلم و الدين و الكلام .
وقد بسطنا الكلام على هذا فى غير موضع و بينا أن قولا ثالثا هو الصواب الذي عليه أئمة العلم و هو أن التأثير التام يستلزم وجود الأثر عقبه لا معه فى الزمان و لا متراخيا عنه .
فمن قال بالتراخي من أهل الكلام فقد غلط و من قال بالإقتران كالمتفلسفة فهم أعظم غلطا و يلزم قولهم من المحالات ما قد بيناه فى مواضع .
و أما هذا القول فعليه يدل السمع و العقل قال الله تعالى ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ( و العقلاء يقولون ( قطعته فإنقطع و كسرته فانكسر ( و ( طلق المرأة فطلقت و أعتق العبد فعتق ( فالعتق و الطلاق يقعان عقب الإعتاق و التطليق لا يتراخى الأثر و لا يقارن و كذلك الإنكسار و الإنقطاع مع القطع و الكسر .
و هذا مما يبين أنه إذا وجد الخلق لزم وجود المخلوق عقبه كما يقال كون الله الشيء فتكون فتكونه عقب تكوين الله لا مع التكوين و لا متراخيا