.
و لكن قد يطلق لفظ المصدر على المفعول كما يقال ( درهم ضرب الأمير ( و منه قوله ( هذا خلق الله ( و المراد هناك هذا مخلوق الله و ليس الكلام فى لفظ ( خلق ( المراد به ( المخلوق ( بل في لفظ ( الخلق ( المراد به ( الفعل ( الذي يسمى المصدر كما يقال خلق يخلق خلقا و كقوله ( ما خلقكم و لا بعثكم إلا كنفس و احدة ( و قوله ( يخلقكم فى بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق ( و قوله ( ما أشهدتهم خلق السموات و الأرض و لا خلق أنفسهم ( .
و إذا كان الخلق فعله فهو بمشيئته إذ يمتنع أن يكون فعله بغير مشيئة و ما كان بالمشيئة إمتنع قدم عينه بل يجوز قدم نوعه .
و إذا كان الخلق للحادث لابد له من مؤثر تام أوجب حدوثه لزم أنه لم يزل متصفا بما يقوم به من الأمور الإختيارية لكن إن يثبت أنه كان قبل هذا المخلوق مخلوق آخر ثبت أنه متصف بخلق بعد خلق .
و كذلك الكلام هو متكلم بمشيئته و يمتنع أن لا يكون متكلما ثم يصير متكلما لوجهين .
( أحدهما ( أنه سلب لكماله و الكلام صفة كمال .
( و الثاني ( أنه يمتنع حدوث ذلك فإن من لا يكون متكلما يمتنع