.
وقد يقال لم يذكر إلا الإخبار به و أن الناس نوعان فى أسفل سافلين و نوع لهم أجر غير ممنون .
فقد ذكر البشارة و النذارة و الرسل بعثوا مبشرين و منذرين .
فمن كذبك بعد هذا فحكمه إلى الله أحكم الحاكمين و أنت قد بلغت ما و جب عليك تبليغه و قوله ( فما يكذبك ( ليس نفيا للتكذيب فقد و قع بل قد يقال إنه تعجب منه كما قال ( و إن تعجب فعجب قولهم أإذا كنا ترابا أإنا لفي خلق جديد ( .
و قد يقال أن هذا تحقير لشأنه و تصغير لقدره لجهله و ظلمه كما يقال ( من فلان ( و ( من يقول هذا إلا جاهل ( لكنه ذكره بصيغة ( ما ( فإنها تدل على صفته و هي المقصودة إذ لا غرض في عينه كأنه قيل ( فأي صنف و أي جاهل يكذبك بعد بالدين فإنه من الذين يردون إلى أسفل سافلين ( .
و قوله ( أليس الله بأحكم الحاكمين ( يدل على أنه الحاكم بين المكذب بالدين و المؤمن به و الأمر في ذلك له سبحانه و تعالى