.
و قوله ( فما يكذبك بعد بالدين ( أي بالجزاء يتناول جزاءه على الأعمال فى الدنيا و البرزخ و الآخرة إذ كان قد أقسم بأماكن هؤلاء المرسلين الذين أرسلوا بالآيات البينات الدالة على أمر الله و نهيه و وعده و وعيده مبشرين لأهل الإيمان منذرين لأهل الكفر و قد أقسم بذلك على أن الإنسان بعد أن جعل في أحسن تقويم إن آمن و عمل صالحا كان له أجر غير ممنون و إلا كان فى أسفل سافلين .
فتضمنت السورة بيان ما بعث به هؤلاء الرسل الذين أقسم بأماكنهم و الإقسام بمواضع محنهم تعظيم لهم فإن موضع الإنسان إذا عظم لآجله كان هوأحق بالتعظيم و لهذا يقال فى المكاتبات ( إلى المجلس و المقر و نحو ذلك السامي و العالي ( و يذكر بخضوع له و تعظيم و المراد صاحبه .
فلما قال ( فما يكذبك بعد بالدين ( دل على أن ما تقدم قد بين فيه ما يمنع التكذيب بالدين .
و في قوله ( يكذبك ( قولان قيل هو خطاب للإنسان كما قال مجاهد و عكرمة و مقاتل و لم يذكر البغوي غيره قال عكرمة يقول فما يكذبك بعد بهذه الأشياء التى فعلت بك و عن مقاتل